Larger Font | Smaller Font

BBC ARABIC

الزواج على الطريقة الإسلامية في المغرب
الحسن العلوي
مراسل بي بي سي العربية في المغرب

للزواج في المغرب عادات وتقاليد تختلف من مدينة إلى أخرى، ومن منطقة إلى أخرى، ابتداء من اللقاء الأول، ومرورا بترتيبات الخِطبة، وانتهاء بحفل الزفاف.

يعرف حفل الزواج في المغرب طقوسا احتفالية متنوعة تختزل قيم المجتمع المغربي ومكوناته، وتعكس حضارته التي هي مزيج من الحضارات العربية والأمازيغية والإفريقية والأندلسية.

وضمن مكونات المجتمع المغربي، اختارت مجموعة ألا تساير مجموعة العادات التي تتنافى، حسب رأيها، مع الشريعة الإسلامية، أو تشكل في نظرها عبئا زائدا على المتزوجين.

هذه الفئة هي فئة الإسلاميين الذين يحتفلون بطريقتهم الخاصة، علما أن المجتمع المغربي يدين كله بالإسلام، ولا توجد ضمنه إلا طائفة يهودية صغيرة. للنساء فقط

وعن طريقة الزفاف لدى الإسلاميات المغربيات تتذكر احدى المواطنات، بشرى المرابط، يوم زفافها وتقول: "في حفل زفافي الذي أقمته، كان هناك احتفال بالزواج، لكنه كان احتفالا نسائيا محضا، وكان الرجال فيه معزولين لوحدهم في جناح، والنساء لوحدهن، وفي اللحظة التي كان على العروس أن تتزين وأن تظهر في إطار التقاليد المغربية ظهرت. كانت هناك أناشيد، ولكنها من فرقة نسائية، والتصوير تم على يد امرأة مصورة فوتغرافية، وحتى خدمة الحضور كانت أيضا من طرف نساء فقط.

ويظل اللقاء بين الخاطب والمخطوبة المحدد الأساسي لمسار علاقتهما، هذا اللقاء تختلف ظروفه من شخص لآخر، غير أن الشرط الذي يشترطه الاسلاميون هو انتفاء الخلوة، ومنهم من يختار أن يكون لقائه بالفتاة التي اختارها في بيت أسرة من الاصدقاء، وهو ما يسمونه باللقاء الشرعي.

وحول هذا الموضوع يروي عبد القادر قطبي كيف التقى بزوجته للمرة الاولى فيقول "كان اللقاء في بيت الأخت، وكان بحضور محارمها. طرحنا الفكرة من جديد وكان ذلك إيجابيا، ونحن نحاول أن نتجاوز ونتفادى الخلوة لكي لا نسقط في ما حرم الله".

وإذا كانت هذه الفئة من المغاربة تجمع على شرعية احتفال النساء من خلال الضرب على الدفوف وترديد الأناشيد، فإن هناك اختلاف في احتفال الرجال عن الطريقة المتعبة لدى النساء.

ويصف محمد أفزاز ، وهو احد اعضاء فرقة للانشاد الديني، احتفال الرجال بقوله: " أتيت بمجموعة من حفظة القرآن، وكانت تلك الليلة مليئة بقراءته، وكان هناك درس حول الزفاف والعلاقة بين الزوج والزوجة في الشريعة الإسلامية".

ورغم توجه أبناء الحركة الإسلامية المغربية نحو عدم التقيد ببعض العادات التي يرون ان بعضها مخالف للدين الإسلامي، والبعض الآخر مكلف ماديا، فإن منهم من يواجه بتشبث أهله أو أقارب العروس بتنظيم حفل الزفاف وفق تقاليد مدينته أو منطقته، ومن ثم لا يجد احدهم بدا من التفاوض مع عائلته كي يقدم عرسه بأقل تكلفة، ليبدأ حياته الزوجية.