+ Larger Font | + Smaller Font


  المجمع السري

يجري انتخاب البابا في سرية مطلقة بشكل فريد في العالم الحديث.
فالكرادلة يتباحثون خلف أبواب مغلقة في الفاتيكان حتى يصل بهم الأمر إلى اتفاق - والمعنى الحرفي للكلمة اللاتينية التي تعبر عن هذا المجمع تشير إلى الإغلاق عليهم "بمفتاح".
يجري التصويت داخل كنيسة السيستين وقد تستغرق عملية الانتخاب أياما. وفي القرون الماضية استمرت لأسابيع أو لشهور بل وتوفي بعض الكرادلة أثناء المجمع، ففي إحدى المرات استغرق أحد المجامع ثلاث سنوات.
والعملية مصممة بحيث تحول دون تسرب أي تفاصيل عن كيف تم الاقتراع، سواء خلال المجمع أو بعده. ويخاطر من يفكر في الخروج عن دائرة الصمت بالتعرض للطرد والحرمان من الكنيسة.
تاريخ المجامع السرية
في البداية كان رجال الدين وسكان روما يختارون البابا
عام 366 ميلادية: الغوغاء يقتلون المعارضين في الكنيسة
1059: اختيار البابا يعهد إلى الأساقفة الكرادلة
1179: كافة الكرادلة يحصلون على حق التصويت، واستقدام العمل بقاعدة أغلبية الثلثين
1271: الحشود تنقب سقف المبنى خلال أحد المجامع لنفاد صبرهم
1274: ترسيخ قواعد المجامع السرية المغلقة
وقبل بدء التصويت في كنيسة السيستين، يتم فحص المنطقة بأسرها من قبل خبراء الأمن لضمان عدم وجود أي ميكروفونات أو كاميرات خفية.
وما إن يبدأ المجمع، إلا ويأكل الكرادلة ويشربون وينامون، ويصوتون بمعزل عن العالم الخارجي لحين يتم اختيار بابا جديد.
ولا يسمح لهم بالتواصل خارج المجمع إلا في حالة الطوارئ المتعلقة بالصحة، ويتم فصل كافة الاتصالات الإذاعية والتلفزيونية داخل المكان، ولا يسمح بدخول الصحف أو المجلات، كذلك تحظر الهواتف المحمولة.
ولا يسمح بدخول المجمع إلا لطبيبين، فضلا عن قساوسة لتلقي الاعترافات باللغات المختلفة، فضلا عن طاقم خدمة احتياجات الكرادلة الأساسية.
ويتعين على كافة من يعملون داخل المجمع أن يقسموا على الحفاظ على السرية إلى الأبد، وألا يستخدموا أي معدات للتسجيل الصوتي أو المرئي.
بعيدا عن المؤثرات
ويترك الكرادلة لحالهم دون أي مؤثرات من الخارج حينما يتم الإدلاء بالأصوات في كنيسة السيستين.
من يحق لهم التصويت؟
كافة الكرادلة دون الثمانين من العمر
الكرادلة الذين تجاوزوا الثمانين لا يسمح لهم بالتصويت، ولكن يمكنهم المشاركة في الاجتماعات التحضيرية
قسم السرية يسري على الجميع
عدد الكرادلة المصوتين يتغير باستمرار مع وفاة البعض وبلوغ آخرين الثمانين، وتعيين كرادلة جدد
وقد تطورت المجامع السرية كطريقة لإجبار الكرادلة على التوصل إلى اتفاق سريعا، ولو استغرق الكرادلة وقتا أطول من اللازم، لبدأ الذين في الخارج في خفض المخصصات التي تقدم لهم.
ولكن سرعان ما أصبح المجمع السري وسيلة لإتاحة الفرصة للكرادلة للتركيز على المهمة المنوطة بهم بعيدا عن المؤثرات الخارجية والحيلولة دون تأثير الحكومات عليهم من الخارج.
وخلال مجامع الماضي كان يتعين على الكرادلة احتمال ظروف شديدة القسوة فيما يشبه "الزنزانات" المؤقتة قرب كنيسة السيستين، فقد كانوا ينامون على أسرة صلبة ويتم توزيع دلو على كل واحد لقضاء الحاجة. أما الآن فيتم استضافتهم في بناء حديث على شاكلة الفنادق داخل الفاتيكان.
ورغم أن الكرادلة الذين يتجاوز عمرهم الثمانين لا يسمح لهم بالتصويت، إلا أن بإمكانهم استخدام نفوذهم في التأثير على العملية الانتخابية خلال الاجتماعات التمهيدية قبل المجمع السري.
وقد تم توسيع قواعد السرية لتشمل المتجاوزين للثمانين أيضا منذ عام 1978، حينما افترض أن تفاصيل عن عملية التصويت قد تسربت بسبب عدم الأخذ بهذا الاحتياط.
ويتم الالتزام بقسم السرية بعد الانتخابات، ما لم يقض البابا الجديد بخلاف ذلك.
ويتغير عدد من يحق لهم التصويت من الكرادلة مع وفاة بعضهم وبلوغ بعضهم الثمانين، إذ يتم إحلال كرادلة أصغر سنا محلهم بالتدريج.
وبالتالي فإن تشكيلة مجمع الكرادلة تتغير باستمرار، وكذلك توازن القوى بين الفصائل المختلفة

 

  وفرض حظر تجول يوم الإفراج عنه عام 1990 أثناء الانتفاضة. وبينما كان يحاول الوصول لمنزله أصيب في رقبته لخرق حظر التجول واضطر للانتظار 14 ساعة قبل نقله للمستشفى. وتظهر عظمة رقبته الملتوية. أرسلت الأونروا جمال بعد ذلك إلى مستشفى سان جونز بالقدس الشرقية لعلاج عينيه.