1890 - عبد الحميد شومان 1974
عبد الحميد شومان هو مؤسس البنك العربي وواحد من أبرز رجال الأعمال في عصره. وُلِد في قرية بيت حنينا بالقرب من مدينة القدس في عام 1890. وهو الابن الثالث من بين أربعة أبناء لتاجر ماشية ومالك محجرة ناجح. بدأ بالعمل بعد حصوله على التعليم الابتدائي في الكُتّاب (أو مدرسة تعليم القرآن الكريم)، كعامل بناء في القدس وكان ينقل الحجارة من محجرة العائلة إلى المدينة.
انضم في أغسطس عام 1911، إلى فريق من الشباب العرب الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة بحثا عن حياة أفضل. وهناك عمل في البداية كبائع متجول في بيتسبرغ وبافيلو. ثم انتقل بعدها إلى بالتيمور ليؤسس متجره الخاص به واستقر هناك لمدة عامين. ثم استقر بعد ذلك في مدينة نيويورك حيث قام هناك بافتتاح ورشة لصنع وبيع الثياب الجاهزة ومتجرا للبيع بالمفرق.
خلال إقامته في أمريكا تابع عبد الحميد شومان باهتمام شديد الأحداث التي كانت تجري في وطنه الأم. وقام بتمويل ودعم صحيفة للجماعات العربية المغتربة. وفي وقت مبكر من عام 1920 بدأ يفكر بتأسيس بنك. ومع أنه لم يتمكن في ذلك الوقت من الحصول على الدعم الكافي لفكرته إلا أنه لم يتخلى عنها. وعندما سمع في عام 1929 بأن طلعت حرب (والذي أسس أول بنك مصري وهو بنك مصر في عام 1920) كان يخطط لإقامة بنك مصري-فلسطيني، كتب له ليعرب له عن رغبته بشراء 25 بالمائة من أسهم المشروع.
لكن عدم استقرار الأوضاع السياسية في فلسطين ثبط من همة طلعت حرب والمستثمرين الفلسطينيين ومنعهم من المضي قدما في مشروعهم. فقام شومان بتكوين مجموعة من سبعة مستثمرين من أفراد عائلته، ومضى قدما في مشروعه. وفي 14 تموز عام 1930 افتتح البنك العربي أبوابه ليزاول نشاطاته.
ظل عبد الحميد شومان مهتما بشكل كبير طوال حياته بمستقبل العالم العربي وخصوصا الفلسطينيين. كما اعتقلته السلطات البريطانية مرتين بسب معارضته لتطور ونمو الحركة الصهيونية بين عامي 1936 و1937.
ذهب شومان، مثل العديد من زملائه الفلسطينيين إلى المنفى بعد قيام الكيان الإسرائيلي في فلسطين عام 1948. وركز جهوده منذ ذلك الوقت وحتى وفاته في عام 1974، على ما قام بوصفه "بالإنجاز الكبير" أي نشر البنك العربي في جميع أنحاء العالم العربي، ليتبع ذلك تحوله إلى منشأة مالية دولية ناجحة.